تدور أحداث فيلم جيتاي حول وادي روشمية في حيفا. في فترة الانتداب البريطانيّ كان الوادي محجرًا، ثم أهمِل بعد ذلك. منذ عام 1948 بدأ يقطن في المكان أشخاص مختلفون – ناجون من الكارثة، عرب صُودرتْ منازلهم، مهاجرون من شمال أفريقيا ومن الاتحاد السوفييتيّ وآخرون. يعتبر هؤلاء، بقدر كبير، بمثابة "الآخرين" للمجتمع الإسرائيليّ، وقد نزع الخطاب الصهيونيّ الرسميّ إلى تجاهلهم لأسباب سياسيّة أو لأسباب أخرى. في ظلّ تلك الظّروف، نشأت في الوادي علاقات جوار ومحبّة حجبتْ بإنسانيّتها فظاظة المؤسّسة. وثّق عاموس جيتاي هذا المكان ثلاث مرّات، بفارق زمنيّ يقرب من عشر سنوات (1980، 1990، 2000)، في محاولة لفهم التّغيّرات التي تطرأ على سكّان الوادي الذين ليسوا منفصلين بالطبع عن التّطوّرات الجيوسياسيّة في المنطقة.

فيلم جيتاي يضمّ شخصيّات مكافحة فتحت أبواب قلوبها أمامه. من بينها شخصيّة مستنيرة يهوديّة – هنغاريّة حاولتْ أن تربط حياتها بحياة صيّاد فلسطينيّ. "الطبيعة أشدّ نشاطًا من الإنسان"، تقول وهي تعشّب بعض الأعشاب الضّارة في حديقتها. الوقت الذي مرّ منذ تمّ تصوير الفيلم يؤكّد مقولات المشاركين بخصوص التّعايش بين اليهوديّ والفلسطينيّ وبين الإنسان والأرض. مشهد البيوت المنتشرة على جانبي الوادي يتبدّى من حين إلى آخر على الشّاشة تاركًا، هو أيضًا، شعورًا بالحنين إلى منظر طبيعيّ غاب عن العالم.

"الوادي" إخراج: عاموس جيتاي مدّة الفيلم: 90 دقيقة اللغة: العبريّة / الرّوسيّة. ترجمة إلى الفرنسيّة.